أبكيك يا نفس قبل أن يبكيك غيري

من طرف **alkopra** 13.11.08 8:09

السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــه ،،

اليوم كان مختلف ،، والحديث وافق هذا الاختلاف ،، عندما أقبل أخي نحوي ،، شممت منه رائحة قوية لم أعهدها عليه ،، فسألته عنها ،، تنهد هامسا كنت أحضر تغسيل فلان ،، لا أعرف كيف غرست نظراتي فيه وما عدت قادرة على الحركة ،، تلك كانت أول مرة ،، أن تسمع بالشيء ثم تراه لن يكون كما سمعته فالرؤية غير والنظر لوجه شخص ما كان ينبض بالحياة قبل ساعات تختلف عن رؤيته وهو مستسلم تماما ويدا المغسل تقلبه يمنة ويسرة ؟؟؟

الأمر بالنسبة لي كان وقفة جديدة في حياتي عن عالم طالما سمعنا عنه ،، كم شيعنا من أموات من الأقارب والأباعد ولكن أن تجلس قرب من يحدثك عن مثل هذه المشاهد والتي حضرها بنفسه وشاهدها بعينه فالأمر محزن مبكي ،، ألم عنيف يجعلك تشعر بمدى اقتراب الأجل ،، في لحظات في ثواني ،، وتنتهي وتبدأ تُدرج في عداد الأموات

غطاء صغير يغطي العورة ولا شيء غير ذلك ،، تُغسل بالمسك ثم تغطى ويصلى عليك ثم تُغطى بالتراب ،، كلها لحظات بين الحياة والموت ،، وصرت إن تذكرك أحد قالوا كان وكان

من كان عاصيا مات ،، من كان متغطرسا مات ،، الفقير والغني ،، المسكين والضعيف والحزين والسعيد ،، الجميع يفني ،، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام

كم هربنا من ذكراه وكم خفنا منه ،، سيبعدنا عن أحبابنا ،، عن ناسنا عن الدنيا ،، ومهما خفنا وارتعبنا فتلك لحظات كتب الله عز وجل على عباده أن يذوقوها ،، إن للموت لسكرات هكذا قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو النبي المصطفى فماذا سيكون لسان حالنا في ذلك الوقت ؟؟

هل نجلس ونتحسر على ساعات أضعناها في لهو ولعب ،، هل نتحسر على غطاء رأس رفضنا لبسه أو التقيد به ؟؟ هل نتحسر على شباب ضاع بين خمر وعهر وفساد ؟؟

يوم جلل ،، ولحظات عصيبة والعمر يمضي والموت في كل حين نراه في البيوت ،، ونحن في غفلة ،، مجرد لحظات فلنحاول تخيلها ،، تخيل لو أنك الأن الممدد على لوحة الغسيل بلا حول لك ولا قوة ،، مجرد هذا ينغص حياتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هذا كان حديثي مع نفسي بعد انصراف أخي ،، ترى ماذا لو كنت أنا في ذلك المكان لا أم ولا أب ولا من معين ولا من مجيب ،، فماذا تراني قدمت ؟؟ وكيف سألقى ربي ؟؟

إنا لله وإنا إليه راجعون

أبكيك يا نفس قبل أن يبكيك غيري 012rb9

أبكيك يا نفس قبل أن يبكيك غيري KingCobra1